"ثمة اختلاف هائل بين معرفة شيء، ومعرفة البيانات التي تكمن خلف ذلك الشيء. "
"ثمة اختلاف هائل بين معرفة شيء، ومعرفة البيانات التي تكمن خلف ذلك الشيء. "
مهما كان الهدف الذي تحاول تحقيقه، فإن نجاحك يعتمد على نوعين من المقاييس: اللاحقة والاستباقية المقاييس اللاحقة تتابع نجاح الهدف ذي الأهمية القصوى، وهي المقاييس التي تقضي وقتاً طويلاً في العمل عليها. وتتضمن أشياءً مثل العائدات والأرباح والجودة ورضا و العملاء، ويطلق عليها لاحقة لأنه في الوقت الذي تراها فيه، فإن الأداء الذي أدى إلى تحقيقها يكون قد انقضى بالفعل، فلا يمكنك فعل شيء لإصلاحها، فهي جزء من الماضي.
تتابع المقاييس الاستباقية الأنشطة الحيوية التي تدفع أو تؤدي إلى المقاييس اللاحقة، فهي التي تتوقع نجاح المقاييس اللاحقة، وتتأثر بشكل مباشر بالفريق. من بين أكثر الأمثلة انتشاراً للمقاييس اللاحقة خسارة الوزن، ما الأنشطة أو المقاييس الاستباقية التي ستؤدي إلى خسارة الوزن؟ النظام الغذائي والتمارين الرياضية! حيث يتوقع اتباع نظام غذائي مناسب وممارسة التمارين الرياضية النجاح في خسارة الوزن، وهذه أنشطة يمكننا التأثير عليها مباشرة. الأمر بسيط، لكن احترس، فحتى أكثر الأشخاص براعة يقعون في فخ التركيز على المقاييس اللاحقة التي لا يمكنهم التأثير عليها مباشرة. ويرجع ذلك إلى أن المقاييس اللاحقة أسهل في القياس وتمثل النتيجة التي نريد تحقيقها في النهاية. فكر في المقاييس الاستباقية على أنها ما يدفع أهدافك ذات الأهمية القصوى.
الخطط طويلة الأمد غالباً ما تكون شديدة الصرامة، فتفتقر إلى القدرة على التكيف مع الاحتياجات المتغيرة دائماً وبيئة العمل التي لا تنفك عن التغيير أيضاً. يتطلب الضابط 2 منك تحديد المقاييس اليومية أو الأسبوعية، والتي سيساعدك إنجازها على تحقيق الهدف.
ثم في كل يوم أو كل أسبوع، سيحدد فريقك الإجراءات الأكثر أهمية التي ستؤدي إلى دفع هذه المقاييس الاستباقية إلى الأمام، وبهذه الطريقة فإن فريقك يضع خطة محكمة ومناسبة تتيح له التكيف سريعاً مع الحفاظ على تركيزه على الهدف ذي الأهمية القصوى.
هذه العملية التي تسعى لإحداث تغيير جذري في المؤسسة بأكملها تعلمنا السلوكيات الأساسية لتنفيذ الأهداف الأكثر أهمية وكيفية الحفاظ على هذه السلوكيات. وتضمن نجاح المدراء والموظفين في تحديد أهم الأولويات والعمل على تنفيذها من خلال التركيز على الأهداف ذات الأهمية القصوى، وترجمة أبرز الأهداف إلى إجراءات محددة، ووضع لوحة إنجاز محفِّزة، ومحاسبة الجميع على تحقيق هذه الأهداف.
الضوابط الـ 4 للتنفيذ هي عملية بسيطة ومثبتة وقابلة للتكرار لتنفيذ أهم الأولويات الاستراتيجية في خضم زوبعة العمل اليومي. والضوابط الـ 4 للتنفيذ ليست نظرية، بل هي مجموعة مثبتة من الممارسات التي تم اختبارها وصقلها وتحسينها على يد مئات المؤسسات وآلاف فرق العمل على مدار عدة سنوات. وتمثل هذ الضوابط طريقة جديدة للتفكير والعمل ذات أهمية كبيرة لازدهار عملك وتحقيق النجاح في خضم المناخ التنافسي الذي يتميز به عالم اليوم.